الذكاء الاصطناعي.. بين مصيدة "الهاكرز" وتعهد عمالقة الإنترنت بالحماية
الذكاء الاصطناعي.. بين مصيدة "الهاكرز" وتعهد عمالقة الإنترنت بالحماية
يدخل الذكاء الاصطناعي التوليدي في مجالات كثيرة ومن ذلك القرصنة أو الحماية! لذلك تبحث شركات التكنولوجيا والقراصنة استخدامه بشكل موسع في مجالات متعددة.. فمن سيربح المعركة؟
لأجل حماية أكبر من الهاكرز، تتجه الشركات التكنولوجية الأمريكية الكبرى، إلى اختبار أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، واستخدامها للحماية من تهديدات تمس الأمن السيبراني.
والتزم عمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة، خصوصا جوجل وميتا ومايكروسوفت وأمازون، بأن تكون أنظمتهم الخاصة بالذكاء الاصطناعي آمنة، وذلك في اجتماع عقد مؤخرا مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، وأن تكون موجهة لمجالات منها الأمن السيبراني.
لكن ليس فقط عمالقة التكنولوجيا من يستطيعون استخدام الذكاء الاصطناعي، بل كذلك الهاكرز، إذ يمكن استخدام هذه البرنامج في تسهيل التصيّد الاحتيالي وفي إنشاء روابط للقرصنة واختراق المواقع، وفق ما يذكره تقرير لـcnbc.
ويقول رئيس قسم الأمن السيبراني وخصوصية البيانات في إحدى شركات المحاماة كولين آر ووك، إن المزيد من الأفراد "لديهم قدرات التسلل الرقمي باستخدام أمور مثل برامج الفدية (أنظمة للابتزاز الرقمي) وكذلك الذكاء الاصطناعي".
ويتابع الخبير أنه بالنسبة لمن يعملون على الإنترنت، فإن الاعتماد الكثيف على الذكاء الاصطناعي التوليدي سيغير المعادلة، وسيعطي إمكانيات كبيرة للقراصنة، إذ يتيح الذكاء الاصطناعي التوليدي تسهيل هجمات التصيد الاحتيالي وجعلها تظهر أكثر واقعية.
ويضيف المتحدث ذاته أنه كان من السهل نسبياً في السابق التعرف على البريد الإلكتروني الذي يتضمن روابط احتيالية، بحكم أن صياغته تكون فيها مشكلات خصوصاً ما يتعلق باللغة، فحالياً أضحى الذكاء الاصطناعي يتيح الترجمة إلى عدة لغات بشكل متقن.
بيدَ أن أدوات الذكاء الاصطناعي ذاتها التي تسهل القرصنة متوفرة لدى عمالقة الإنترنت، ويمكنهم معرفة كيف تعمل ونوعية الهجمات التي تسهلها، ما يتيح لهم إمكانية لأعمال حماية استباقية.
ويقول المؤسس المشارك في شركة لإدارة المخاطر الإلكترونية ستيفن بوير، إن الذكاء الاصطناعي يتيح للمهندسين في المجال الرقمي التحقق من نقاط الضعف في الأكواد والبرمجيات، ما يجعلها أكثر أمانا.
لذلك هناك من يرى أن فوائد الذكاء الاصطناعي للشركات الرقمية أكبر من نظيرتها لدى القراصنة، خصوصا مع التزام عدد من مطوّري الذكاء الاصطناعي بعدم إتاحة المجال للاستخدام الضار، وهو التزام سيصعب مهمة القراصنة، لكنهم لن يمنعهم من استغلال هذه الأنظمة.
تحذير أممي من مخاطر الذكاء الاصطناعي
وسبق أن حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من أن الذكاء الاصطناعي قد يشكل خطرا على السلم والأمن الدوليين، داعيا الدول الأعضاء إلى وضع ضوابط لإبقاء التقنية تحت السيطرة.
وقال غوتيريش في جلسة هي الأولى التي يخصّصها مجلس الأمن في يوليو 2023 للبحث في مسألة الذكاء الاصطناعي: "من الجلي أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير على جميع مناحي الحياة".
وتابع: "الذكاء الاصطناعي التوليدي لديه إمكانيات هائلة للخير والشر"، مشيرا إلى أن التقنية قادرة على المساعدة في وضع حد للفقر أو علاج السرطان، لكن قد تكون لها "عواقب خطيرة جدا على السلام والأمن الدوليين".
ومن جهة أخرى "الاستخدامات الضارة لأنظمة الذكاء الاصطناعي لأغراض إرهابية أو إجرامية أو لصالح دولة، يمكن أن تتسبب في مستويات مرعبة من الموت والدمار وتفشي الصدمات والضرر النفسي العميق على نطاق يفوق التصور"، بحسب غوتيريش.